روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | حـوار مع الشيطان!!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > حـوار مع الشيطان!!!


  حـوار مع الشيطان!!!
     عدد مرات المشاهدة: 2068        عدد مرات الإرسال: 0


حاورت الشيطان الرجيم في الليل البهيم فلما سمعت أذان الفجر أردت الذهاب إلى المسجد، قال لي: عليك ليل طويل فارقد.

قلت: أخاف أن تفوتني الفريضة.

قال: الأوقات طويلة عريضة.

قلت: أخشى ذهاب صلاة الجماعة.

قال: لا تشدد على نفسك في الطاعة.

فما قمت حتى طلعت الشمس...

فـ قال لي في همس: لا تأسف على ما فات، فاليوم كله أوقات.

وجلست لآتي بالأذكار ففتح لي دفتر الأفكار.

فـ قلت: أشغلتني عن الدعاء.

قال: دعه إلى المساء.

وعزمت على المتاب، فقال: تمتع بالشباب!

قلت: أخشى الموت.

قال: عمرك لا يفوت...

وجئت لأحفظ المثاني.

قال: روّح نفسك بالأغاني.

قلت: هي حرام.

قال: لبعض العلماء كلام!

قلت: أحاديث التحريم عندي في صحيفة.

قال: كلها ضعيفة.

ومرت حسناء فغضضت البصر.

قال: ماذا في النظر؟

قلت: فيه خطر.

قال: تفكر في الجمال فالتفكر حلال.

وذهبت إلى البيت العتيق فوقف لي في الطريق..

فـ قال: ما سبب هذه السفرة؟

قلت: لآخذ عمرة.

فقال: ركبت الأخطار بسبب هذا الإعتمار وأبواب الخير كثيرة والحسنات غزيرة!

قلت: لابد من إصلاح الأحوال.

قال: الجنة لاتدخل بالأعمال.

فلما ذهبت لألقي نصيحة..

قال: لا تجر إلى نفسك فضيحة.

قلت: هذا نفع العباد.

فقال: أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد.

قلت: فما رأيك في بعض الأشخاص؟

قال: أجيبك على العام والخاص.

قلت: أحمد بن حنبل؟

قال: قتلني بقوله عليكم بالسنة والقرآن المنزّل.

قلت: فـ ابن تيمية؟

قال: ضرباته على رأسي باليومية.

قلت: فـ البخاري؟

قال: أحرق بكتابه داري.

قلت: فالحجاج؟

قال: ليت في الناس ألف حجاج، فلنا بسيرته إبتهاج، ونهجه لنا علاج.

قلت: فرعون؟

قال: له منا كل نصر وعون.

قلت: فـ صلاح الدين بطل حطين؟

قال: دعه فقد مرغنا بالطين.

قلت: محمد بن عبدالوهاب؟

قال: أشعل في صدري بدعوته الإلتهاب، وأحرقني بكل شهاب.

قلت: أبوجهل؟

قال: نحن له أخوة وأهل.

قلت: فـ أبو لهب؟

قال: نحن معه أينما ذهب!

قلت: فلينين؟

قال: ربطناه في النار مع استالين.

قلت: فالمجلات الخليعة؟

قال: هي لنا شريعة.

قلت: فالدشوش؟

قال: نجعل الناس بها كالوحوش.

قلت: فالمقاهي؟

قال: نرحب فيها بكل لاهي.

قلت: ما هو ذكركم؟

قال: الأغاني.

قلت: وعملكم؟

قال: الأماني.

قلت: وما رأيكم بالأسواق؟

قال: علمنا بها خفاق وفيها يجتمع الرفاق.

قلت: فحزب البحث الاشتراكي؟

قال: قاسمته أملاكي وعلمته أورادي وأنساكي.

قلت: كيف تضلّ الناس؟

قال: بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات.

قلت: كيف تضلّ النساء؟

قال: بـ التبرج والسفور وترك المأمور وارتكاب المحظور.

قلت: فكيف تضلّ العلماء؟

قال: بحب الظهور والعجب والغرور وحسد يملأ الصدور.

قلت: كيف تضلّ العامة؟

قال: بالغيبة والنميمة، والأحاديث السقيمة، وما ليس له قيمة.

قلت: فكيف تضلّ التجار؟

قال: بالربا في المعاملات ومنع الصدقات والإسراف في النفقات.

قلت: فكيف تضلّ الشباب؟

قال: بالغزل والهيام والعشق والغرام والإستخفاف بالأحكام وفعل الحرام.

قلت: فما رأيك بدولة اليهود -إسرائيل-؟

قال: إياك والغيبة فإنها مصيبة واسرائيل دولة حبيبة ومن القلب قريبة.

قلت: فأبو نواس؟

قال: على العين والرأس لنا من شعره إقتباس.

قلت: فأهل الحداثة؟

قال: أخذوا علمهم منا بالوراثة.

قلت: فـ العلمانية؟

قال: إيماننا علماني، وهم أهل الدجل والأماني، ومن سماهم فقد سماني.

قلت: فما تقول في واشنطن؟

قال: خطيبي فيها يرطن وجيشي فيها يقطن وهي لي وطن.

قلت: فما رأيك في الدعاة؟

قال: عذبوني وأتعبوني وبهذلوني وشيبوني، يهدمون ما بنيت ويقرءون إذا غنيت ويستعيذون إذا أتيت.

قلت: فما تقول في الصحف؟

قال: نضيع بها أوقات الخلف ونذهب بها أعمار أهل الترف ونأخذ بها الأموال مع الأسف.

قلت: فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية؟

قال: ندخل فيها السم في الدسم ونقاتل بها بين العرب والعجم ونثني بها على المظلوم ومن ظلم.

قلت: فما فعلت في الغراب؟

قال: سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب حتى غاب.

قلت: فما فعلت بقارون؟

قال: قلت له احفظ الكنوز يا ابن العجوز لتفوز فأنت أحد الرموز.

قلت: فماذا قلت لفرعون؟

قال: قلت له يا عظيم القصر قل أليس لي ملك مصر فسوف يأتيك النصر.

قلت: فماذا قلت لشارب الخمر؟

قال: قلت له اشرب بنت الكروم فإنها تذهب الهموم وتزيل الغموم وباب التوبة معلوم.

قلت: فماذا يقتلك؟

قال: آية الكرسي منها تضيق نفسي ويطول حبسي وفي كل بلاء أمسي.

قلت: فما أحب الناس اليك؟

قال: المغنون والشعراء الغاوون وأهل المعاصي والمجون وكل خبيث مفتون.

قلت: فما أبغض الناس اليك؟

قال: أهل المساجد وكل راكع وساجد وزاهد عابد وكل مجاهد

قلت: أعوذ بالله منك فإختفى وغاب كأنما ساخ في التراب وهذا جزاء الكذاب!

من كتاب مقامات القرني

 

الكاتب: د. عائض القرني.

المصدر: موقع قصة الإسلام.